توظيف أعدائنا للأحداث لا يعني أنهم من صنعوها
كلما أوقع المسلمون في أعدائهم ما يؤلمهم وحاول أعداؤهم توظيف هذا ...توظيف أعدائنا للأحداث لا يعني أنهم من صنعوها
كلما أوقع المسلمون في أعدائهم ما يؤلمهم وحاول أعداؤهم توظيف هذا الحدث لصالحهم نرى من يقول: (لا شك أن الفرنسيين، الأمريكيين،... إلخ هم من وراء هذا الحدث وهم من صنعه، بدليل استغلالهم له)
وهذا غير صحيح إخواني! كما أنه يكرس الهزيمة النفسية لدى المسلمين ويشعرهم بأنهم دائما حقل تجارب لمؤامرات الأعداء، لا ذكاء لديهم يخططون به، ولا يستطيعون إيلام عدوهم إلا إذا أراد هو وبالقدر الذي يريد، ليوظفه كما يريد!!
أي أن المسلمين لا يخرجون عن مشيئة عدوهم!!
نعم، قد يفتعل أعداؤنا أحداثا ليوظفوها. لكن عندما يتبنى العمل جهة مسلمة معروفة ونُصر بعد ذلك حتى يقول قائلنا: إذن فهذه الجهة هي أيضا من صنع الأعداء ! فيُخشى أننا هنا ندخل في حيز الوسوسة والذهان!
كلامي لا علاقة له أبدا بقبول هذه الأعمال أو نقدها شرعا، وإنما بالمشكلة النفسية التي تجعل بعضنا يكاد يضفي صفات ألوهية على الأعداء!!
إنما الذي يحسنه أعداؤنا بالفعل –ولا نحسنه مثلهم- هو أنهم يسعون دوما لتوظيف الأحداث الخارجة عن إرادتهم بما ينفعهم، ويستفيقون من الضربات. وقد وصفهم بهذا الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه في الأثر الذي رواه الإمام مسلم، إذ كان مما وصف الروم به: (وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة).
فحسن التوظيف لحدث لا يعني أنهم هم الذين صنعوه، ولا أن كل شيء لا يخرج عن إرادتهم!
وليتنا نحسن التوظيف للحق كما يحسنون التوظيف للباطل