حينما يسمي "حمزة نمرة" ألبومه (إنسان) إنما يعبر بذلك عن رسالة عامة يحملها لأصل كل اجتماع وله دور ووظيفة يقوم بها على صفحة الحياة وهو لذلك يؤثر ويقدم بالنسبة لمجتمعه كل ما يؤدي إلى نهوضه ورقيه إيمانا أنه يمكن أن يؤثر فقط حينما يحمل كل المضامين التي تتعلق بكلمة "إنسان"، ومن ثم فليس غريبا أن نجد الانقلاب الذي ينتهك كل معاني الانسانية وفي عصر قرارات "قراقوش" التي تتسم بالقمعية واللاعقلانية، يصدر القرار بمنع إذاعة أغانيه في الإذاعة المصرية، ومن المؤسف حقا أن يُذَيّل ذلك القرار بأن أغانيه ممنوعة لأنه يعارض النظام القائم.
وكان رئيس الإذاعة المصرية، قرر الاربعاء، منع إذاعة أي أغنية على أي محطة للمغني حمزة نمرة. وأرجع سبب اتخاذ قراره لـ"معارضة" المطرب الشاب للنظام الحاكم "الانقلاب" في مصر حاليا.
وقال: "إن من يعارض النظام الحاكم يعارض بالتبعية إعلام الدولة الرسمي بل وجموع الشعب المصري؛ لأن هذا النظام هو الذي يحارب الإرهاب حاليا نيابة عن كل المصريين".
ورفض الاتهامات التي توجه للإعلام الحكومي بسبب تبنيه لوجهات نظر الانقلاب ومنع من يخالفها الرأي قائلا "النظام الحاكم هو الذي يحارب الإرهاب نيابة عن الشعب المصري كله؛ فأصبح لزاما علينا أن نصطف في خندق الوحدة والتآلف الذي يحاول النظام فرضه حاليا وألا نقف في خندق المعارضة التي تضر بمصالح الوطن".
وتبدو هذه الأمور في ظل هذه الحالة الانقلابية تميز بين نوعين من الفن على حسب المواقف السياسية بإعلان الولاء والتأييد للمنقلب الرئيس والتسبيح بحمده وممارسة أقصى درجات النفاق والتأييد والمساندة، بل هم يعملون كأدوات في يد السلطة الباطشة، يزينون كل عمل مهما بدا يتحرك ضد الإنسانية أو ضط حقوق المواطن التأسيسية ينتهكها ليل نهار ومع ذلك يقوم هؤلاء بكل تبرير وتزوير على الحقيقة في ظل منظومة من الأزرع اصطنعها الانقلاب في محاولة لتكريس سلطانه وتمرير أفعاله وخطابه.
تناسى كل هؤلاء وظيفة الفنان الذي يحمل رسالة ويقدم الكلمة التي تؤثر في كيان ووجدان الناس لتحفز كل قيمة وتؤكد كل معنى يتعلق بمعاني الإنسانية والكرامة، هنا لابد وأن يقفز إلى صدارة المشهد "حمزة نمرة" باعتباره يمثل ضمير ثورة، وهو وفقا لتلك المنظومة التي تحاول منع كل ما يؤثر سلبا على تمكينها فتمنع وهي لا تدري أن المنع وتحقيق الحصار لن يؤدي إلى لمزيد من الانتشار من غير انحسار.
إذن ماذا عن كل تلك المضامين الإنسانية والوطنية والتي ضمنها أغانيه ليشكل بذلك الوقوف على قضايا أساسية تعد محطات في مسار الثورة وتؤكد على تمسكه بمعنى الإنسانية فيها، والقدرة على تحقيق الأمل والحلم ومواجهة التحدى وصناعة المستقبل، ها هو يبشر بالحلم الذي يؤكد فيه عن ضرورة صناعة الأمل فيقول:
احلم معايا ببكره جاى ولو مجاش احنا نجيبوا بنفسنا
نبدأ نحاول فى الطريق كتر الخطاوى تدلنا على حلمنا
مهما نقع نقدر نقوم
نشق نتحدى الغيوم
نلاقى لينا الف يوم بس احنا نحلم
احلم معايا يا صديق تطوى الخطى طرد الطريق يهمنى حلمى البرئ مهما يكون
يفضل بروحه جمبنا مهما يطول بنا الطريق لو حتى تهنا يا صديق يرجع لقانا يضمنا على حلمنااااا
بس احنا نحلم